الاثنين، 14 فبراير 2011

وكان للإخوان نصيب


كل منا شهد ما عاشته مصر من لحظات حاسمة في تاريخها في خضم ثورة كانت المحور الأساسي الذي سوف يحدد ما ستسير عليه مصر فى السنوات المقبلة ..
ولعل هذه الثورة التى كانت بمثابة عامل حفاز لتفاعل المجتمع المصري بمختلف فصائلة سواء كانوا سياسيين أو غير مسيسين أو ذوو أفكار دينية أو اجتماعية أو حقوقية ....إلخ  فالمجتمع المصري بطوائفه المختلفة قد اتحد ليقول كلمته فى وجه الطاغوت.
لم يستطع أحد ممن شارك في تلك الثورة أن ينكر أن الإخوان المسلمين - تلك الجماعة التي طالما نعتها النظام بأنها محظورة - أنها قد شاركت بالفعل في تلك الثورة  وفي نفس الوقت لا يستطيع أحد أن يقول أنه كان  للإخوان الباع الأكبر فى الثورة فما كانوا إلا فصيلا من الشعب شارك في الثورة كغيره من الطبقات دون أن يقودها أو" يركب الموجة " كما زعم البعض للترويج لأكذوبة "فزاعة الإخوان".
وكان للإخوان نصيب.. أجل لعل تلك الثورة قد جعلت الإخوان يظهرون بوجوههم الحقيقية التي طالما حجبت خلف أستار النظام والإعلام ، تم ذلك عندما تعامل معهم الشعب الذي كاد معظمه يلعن تلك "الجماعة الأنانية" (كما صُوِر لهم).
وكانت الفاجعة عندما رأى الشباب وغيرهم من طوائف الشعب أن الإخوان ما هم إلا مواطنون مصريون لا يملكون أهدافًا سياسية أكبر من تلك التى أرادها الشعب.. أُقَّدِر دهشتهم عندما رأوهم شبابا معتدلا مثقفًا كسر قيود الانغلاق التى روج لها بعض الكارهين .. رأوهم شبابا متدينا لا يريدون إلا الله فلا يهمهم ما روجه نظام مبارك من أنهم ساعين لسلطة أو جاه .
استمعت لأحد الشباب المشاركين في الثورة فى أحد البرامج التلفزيونية"ستوديو القاهرة" فى قناة العربية وسأله الإعلامي "حافظ الميرازي" عن إذا ما كان يتخوف من وصول الإخوان إلى السلطة ..ووجدت ما لم أتوقع فالجميع كان يروج لتلك الفكرة التى أخذت تشيطن الإخوان وتجعلهم " الراجل أبو رجل مقطوعة" الذي يخوف به الآباء( الكارهين للجماعة ) الآبناء (الشعب المصري)..فبماذا رد ذلك الشاب؟!
 لقد قال على حد ما أذكر بكل هدوء " الصراحة زمان كنت خايف من وصول الإخوان للسلطة بس بعد ماشفتهم وسطنا معتش خايف خالص"
وكم كان للجماعة من مكتسبات حينما قال  ماقال!فما سيرد في السطور المقبلة قد أبهر كثير من الإخوان بل جعلهم يرفعون أصواتهم بين أنفسهم قائلين " الله أكبر " إشارة للنصر " وما النصر إلا من عند الله".
 الكاتب المحبوب "بلال فضل" عندما تجرد من اختلافه الفكري مع الإخوان المسلمين ليشهد شهادة حق ويقول في برنامجه "عصير الكتب" على قناة دريم2 ما رآه من شباب الإخوان  " ظهر الإخوان المسمين بمظهر حضاري ، ودورهم الكبير في إنجاح الثورة سيكتبه كل من شاركوا في هذه الثورة وأنا منهم ، ودورهم في يوم الأربعاء في صد البلطجية دور رائع والحوارات اللي كنت باشوفها بتحصل في الميدان ما بين الشباب اليساري والشباب الإخواني  ...."
وهكذا وهكذا..فرغم أن الثورة قد استفاد منها المصريون عامة بكامل فصائلهم بما فيهم الإخوان فجاءت لتعيد ريادة مصر بين الأمم وتعلي من قيمة المصري وتضمن له حقوقه فقد قامت أيضًا بسكب اللبن في إناء الإخوان ، فقدمت الثورة بفضل من الله للإخوان هدية لم يفز بها غيرهم على إثر تلك الثورة ألا وهي معرفة الناس بهم بعد أن عانوا من جهل الناس بهويتهم.
وما زال التاريخ يخبئ للإخوان المزيد....


السبت، 12 فبراير 2011

خواطر..ثائر معاصر

إحساس غريب.. عندما ترى أن الجميع بمختلف التوجهات والأفكار ماهم إلا جسد واحد.
إحساس غريب.. عندما تجد أن شباب قد قيل عنه أنه أتفه من أن يقوم ببناء مستقبل مشرف لبلاده يكسر قواعد الزمان وقيود النظام الذي حكم البلاد بقبضة من حديد ليشعل ثورة عارمة قادها من مركز ثورته " ميدان التحرير" إلى قصر العروبة ليحقق ما أراد بإذن ربه.
لأكون صريحا لم أشعر في طريقي إلى ميدان التحرير بأنه سيكون شيئ عظيم مثل ما قد قيل؛ لكني منذ أن كنت على مشارفه وجدت نسمات تطل بمنظر مهيب أشعل بداخلي الحماسة للدخول في هذه الشعلة لعلي أكون قطرة من وقود الثورة.
فيما أنا في أحد مداخل الميدان تم التفتيش .. التأكد من الهوية الشخصية وغيرها مما يضمن السلام بداخل الميدان.
جميل أن ترى المسلم والمسيحي..المنقبة والمحجبة والتي لا ترتدي الحجاب .. الملتحي وغير الملتحي .. الكل يمتلك هدف واحد الكل يهتف بصوت واحد "الشعب يريد إسقاط النظام..الشعب يريد إسقاط الرئيس".
أخلاق قد استعادت مكانتها مرة أخرى في نفوس المصريين كالابتسامة التي ارتسمت على وجوههم..عدم إلقاء القمامة على الأراضي فحركة النظافة فى الميدان كانت على قدم وساق..احترام الآخر أيا كان توجهه..لم يرى أي مشهد كما قد شهدنا من قبل من مشاهد التحرش . وغيرها الكثير.
منظر يثير القشعريرة عندما ترى أحذية الجماهير ترفع في وجه مبارك اعتراضا على خطابه الأخير مرددين "إرحل..إرحل"
لكن المنظر الأكثر روعة والأبدع منذ أن بدأت تلك الثورة منظر الفرحة البالغة التى ارتسمت على أوجه المصريين عندما تنحى الطاغية.
كنت حينها أتناول الطعام فى أحد المطاعم القريبة جدا من الميدان فوجئنا بأحد الشباب يقف على الباب يقول بسعادة شديدة وبصوت متهدج"الريس تنحى"..لم تسعنا فرحتنا وبدأكل منا يحضن من بجواره وتبادل من فى المطعم التهاني قائلين "الحمد لله اللزقة مشى دا زهقنا في عشيتنا"
تهافتنا للدخول في الجموع الحاشدة التي ارتفعت أصواتها لتهز شاشات التلفاز قائلة " الشعب خلاص أسقط النظام" وانتشر الهتاف القائل"ارفع راسك انتا مصري" ورأيت المسيرات تجوب الميدان مكبرة تكبير ةالعيد "الله أكبر لا إله إلا الله ..الله أكبر ولله الحمد" لم أرى هذا الكم الهائل من الناس من قبل حقا.فما مر بخاطري  إلا أن تذكرت يوم القيامة ويوم الحشر عندما تجمع الخلائق.
قد نجح شعب مصر خير أجناد الأرض في إسقاط الطاغية وإعلاء كلمة الحق. مرجعا سبب نجاحه إلى الله سبحانه " إنما النصر من عند الله" وقد قيلت قبل أن يرحل " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " حقا لم يستعجله الشباب وظلوا صامدين فإنما  النصر صبر ساعة.
ما حق لأحد إلا أن يحيي ذاك الشعب العظيم الذي أعاد لبلاده كرامتها.
محمد أحمد شوقي عماشة
medo azaz