كل منا شهد ما عاشته مصر من لحظات حاسمة في تاريخها في خضم ثورة كانت المحور الأساسي الذي سوف يحدد ما ستسير عليه مصر فى السنوات المقبلة ..
ولعل هذه الثورة التى كانت بمثابة عامل حفاز لتفاعل المجتمع المصري بمختلف فصائلة سواء كانوا سياسيين أو غير مسيسين أو ذوو أفكار دينية أو اجتماعية أو حقوقية ....إلخ فالمجتمع المصري بطوائفه المختلفة قد اتحد ليقول كلمته فى وجه الطاغوت.
لم يستطع أحد ممن شارك في تلك الثورة أن ينكر أن الإخوان المسلمين - تلك الجماعة التي طالما نعتها النظام بأنها محظورة - أنها قد شاركت بالفعل في تلك الثورة وفي نفس الوقت لا يستطيع أحد أن يقول أنه كان للإخوان الباع الأكبر فى الثورة فما كانوا إلا فصيلا من الشعب شارك في الثورة كغيره من الطبقات دون أن يقودها أو" يركب الموجة " كما زعم البعض للترويج لأكذوبة "فزاعة الإخوان".
وكان للإخوان نصيب.. أجل لعل تلك الثورة قد جعلت الإخوان يظهرون بوجوههم الحقيقية التي طالما حجبت خلف أستار النظام والإعلام ، تم ذلك عندما تعامل معهم الشعب الذي كاد معظمه يلعن تلك "الجماعة الأنانية" (كما صُوِر لهم).
وكانت الفاجعة عندما رأى الشباب وغيرهم من طوائف الشعب أن الإخوان ما هم إلا مواطنون مصريون لا يملكون أهدافًا سياسية أكبر من تلك التى أرادها الشعب.. أُقَّدِر دهشتهم عندما رأوهم شبابا معتدلا مثقفًا كسر قيود الانغلاق التى روج لها بعض الكارهين .. رأوهم شبابا متدينا لا يريدون إلا الله فلا يهمهم ما روجه نظام مبارك من أنهم ساعين لسلطة أو جاه .
استمعت لأحد الشباب المشاركين في الثورة فى أحد البرامج التلفزيونية"ستوديو القاهرة" فى قناة العربية وسأله الإعلامي "حافظ الميرازي" عن إذا ما كان يتخوف من وصول الإخوان إلى السلطة ..ووجدت ما لم أتوقع فالجميع كان يروج لتلك الفكرة التى أخذت تشيطن الإخوان وتجعلهم " الراجل أبو رجل مقطوعة" الذي يخوف به الآباء( الكارهين للجماعة ) الآبناء (الشعب المصري)..فبماذا رد ذلك الشاب؟!
لقد قال على حد ما أذكر بكل هدوء " الصراحة زمان كنت خايف من وصول الإخوان للسلطة بس بعد ماشفتهم وسطنا معتش خايف خالص"
وكم كان للجماعة من مكتسبات حينما قال ماقال!فما سيرد في السطور المقبلة قد أبهر كثير من الإخوان بل جعلهم يرفعون أصواتهم بين أنفسهم قائلين " الله أكبر " إشارة للنصر " وما النصر إلا من عند الله".
الكاتب المحبوب "بلال فضل" عندما تجرد من اختلافه الفكري مع الإخوان المسلمين ليشهد شهادة حق ويقول في برنامجه "عصير الكتب" على قناة دريم2 ما رآه من شباب الإخوان " ظهر الإخوان المسمين بمظهر حضاري ، ودورهم الكبير في إنجاح الثورة سيكتبه كل من شاركوا في هذه الثورة وأنا منهم ، ودورهم في يوم الأربعاء في صد البلطجية دور رائع والحوارات اللي كنت باشوفها بتحصل في الميدان ما بين الشباب اليساري والشباب الإخواني ...."
وهكذا وهكذا..فرغم أن الثورة قد استفاد منها المصريون عامة بكامل فصائلهم بما فيهم الإخوان فجاءت لتعيد ريادة مصر بين الأمم وتعلي من قيمة المصري وتضمن له حقوقه فقد قامت أيضًا بسكب اللبن في إناء الإخوان ، فقدمت الثورة بفضل من الله للإخوان هدية لم يفز بها غيرهم على إثر تلك الثورة ألا وهي معرفة الناس بهم بعد أن عانوا من جهل الناس بهويتهم.
وما زال التاريخ يخبئ للإخوان المزيد....